طِفْلَةُ الأعوام ،
تركضُ حافِيَةَ اليَدين ،
عاريةَ المَعالم ،
باحثةً عن لعبة الأقدار ،،
مزَّقتها أبجديَّةُ الطمع ،،!!
تركضُ على شَواطِئ العصور ،
تَتلو صلاة النُذور والإنتظار ،
تُنقِّب عن خفايا ما بين السطور ،
تُلملمُ أشلاءَ وجهها الجميل ،،!!
فساتينُها قُبلةُ النسور ،
مُهجةُ الإنكسار الأنيق ،،!!
طِفْلَة مزامير غَسَق الفصول ،
تَخطّ ألم وداع الطيور ،
تنثر الأرُزّ والزهر على أكفّ الجِراح ،
تلتقطُ أنفاسَ الخطيئة الأولى ،
تُضيء دموعَ الوقدِ والتمنّي
عل قارعةِ السنين ،،
تَتألّقُ في جسد حواء المُسِنّة ،
كم غَيّرتكِ تجاعيدُ البشر ،،!!
أمَّاه ،،،
علَّقوا أغصانَ عُشَّاقك أكاليلَ فوق القبور ،
شَطَروا أجسادَك الفتيّة على مرفأ جَسور ،
قطَّعوا أوصالَ قُدَّاسك ليصير كهنتُكِ
أشباهَ نواطير ،،
وتَرتفعي ذبيحةَ شهوةٍ وغفران ،
ويَرتفع قرابينُكِ قِدّيسين ،
على مذابحِ الأقطار ،،!!
وتصمتُ الأجراس ،،
وتسوَّدُ الأعراس ،،
لا غير نعوشٍ تكلَّلت ببياضٍ ناصعٍ قَنُوع ،،!!
وأنتِ .. أنتِ ،،
ترقصين رقصةَ الموتِ الغفور ،،!!
جَحَظَتْ مآربهم ،
نَتأت حَدَقَةُ اللَّذَّة ،
قدّموا رأسَكِ على طبقِ المُحاصصات ،
وهل هيروديا حرَّضت إبنتها سالومة
لتُطالب بقطعِ رأسكِ ؟
وما أكثر ال “هيروديِّن وال سالوميِّن “
ويلاه…ويلاه يا معمدان ،
كم رَقَصتَ على أتونِ الجسدِ المُتفتِّق ،،
وترقُصينَ معه ،،!!
وأنتِ .. أنتِ ،،
وكم نَهِلَ العِطاشُ من معاجنِ قُدسِكِ ،
وتَقَلّد الكبارُ قِلادةَ إسمكِ ،
وتَلحّفوا بالأوسِمةِ والنياشين ،
وعلَّقوكِ على رفوفِ الإنتصار ،،
كم نَحروا في حرابِهم أقاصيصَ الغُرباء ،
فانتَشَت الشياطين ،،
وأغرقوا شَفقَكِ بالمراكبِ الفارغة ،،
غارَتِ الحساسينُ في أَعشَاشِ الوَرع ،،
وكم فَرَشتِ ربوعَكِ النَدِيّة للحُفاة ،،
وكم اِرتَشَفَ طُهرُ الفجرِ صُبحَكِ
من على مَائدةِ الإله ،
كأس شفاء للأنفسِ الباردة ،،!!
فِنْجانُ أعوامُكِ يَسُوده الخراب ،،
مُزنَّر بعيونٍ سوداء ،
باعتْ لونَ السماءِ فيها ،
لقاءَ رغيفٍ من تراب ،،!!
والطرقاتُ قصيرةٌ مُدلَهِمّة ،،
وَرِزقُكِ يَتيمٌ أضاع الهُوِيَّة ،،
والعَرَّافةُ اعتَزلَت ،،!!
يا أُنثَى الضباب ،،
يا حواء عمري ،،
أراكِ جميلةَ الأوجاع ممزَّقة ،
فَتافِيت حبِّ بيروتيّ ،
صبيّة ،، طفلة ،، مشرّدة ،
في أزقّة هجرتها البيوت والزنابق ،
ولا غير وقعِ زُجاج بوهيميّ ،
ضاقَتْ بصدرِه إيقاعات تَبَختر بها لِعقود
على سُفَرةِ الثراء ،،
جُدرانُ أروقَتكِ نَزَلتْ تَتذوقُ
طعمَ الفَقرِ وخُبزَ الفُقراء ،،
والرُسومات خَلعتْ عنها العناوين ،
تَرجَّلتْ من اللَوْحات ،
فَرضَتْ أمْنَها الذاتيّ ،
لتحميّ يَدَ السارق من لَدغَةِ التاريخ ،
وَيْلِي وَيْلِي وَيْلِي ،،!
يا صومعةَ التاريخ أنتِ ،
يا قهقهةَ السواقي في عمادة الشهداء ،
يا تاجا مُرَصَّعا بحبر الرحيل ،
أينكِ .. وغيابكِ الحاضر مَحابِس عُرس ،
يتضرَّع في قَلايا قلوب الأمَّهات ،،!!
يا عَرُوسَ قصيدة الوجع ،
يا بيروت ،،،!!!
يا كلَّ الحبيبة ،،
يا كلَّ الطفلة ،،
يا كلَّ الحوَّاء ،،
يا كلَّ الأمّ ،،
يا كلَّ ال ” أنا ” ،،
يا أنتِ ،،
ماذا أهدوكِ على العيد ؟؟
باقة من رائحةِ الموت ،،
أم نَرجِس الغياب ؟؟؟
يا حبًّا يسيرُ دون حُبِّه على ضفافِ البقاء ،
يبتسمُ والثغرُ أضاع زورقَه بين ملحٍ ورمل ،
بين زبدٍ وجفاء ،،!!
يا طِفْلَةَ الأعوامِ قِفي !!!!
سَيحملُكِ إلهي …ألْقي بناسوتكِ على مَنْكِبيه ،
سَيحملُكِ إلهي …ويكمل الطريق ،،
سَيحملُكِ بضمَّةِ أبَدٍ …فاستريحي ،،،!!!
أجِدُني وحيدا يبحثُ عن أناكِ ،،
ولا غير قَرقَعةِ نفوسٍ ضائعة ،،
في ميناء التَّجَلِّي ،،،!!!!