مشهد للكبار فقط.. شعر: أنور الخطيب

مشهد للكبار فقط

أنور الخطيب

كطفل، أطل على مشهد كأني،

أجهل لون الدم

ولم،

اشم- من قبل- رائحة للدخان

ولم،

أمش في جنازة الريحان

كطفلٍ،

لا يعرف الخوف

أغذ السير نحو الحريقِ

أحسبه البريق

أو،

عجينةً أشكلها وفق براءة الحواس

غير آبهٍ باللسعِ..

كلُّ من في مشهدي

يمسك الجمرَ مسبحةً،

يطلق فتوى زواجِ العصافيرِ بالتماسيح

تأديبِ الورد بالكيّ

مصافحة القاتل للقتيل،

في المشهد،

خلق كثير يحملون الفحم

يكتبون فوق الرايات

ما لم أقرأ في مدرستي

كأن لغاتٍ جديدة تتشكل

من غرغرة الموتى

كأن تاريخي مصابٌ بالشلل الرباعي

وذاكرةٍ بيضاءَ كالأكفان

كأن الوحيَ لم يتنزل فوق أنبياء صُلبوا

أو رُجموا أو لُعنوا أو دُفنوا بالرماد،

كأن وأدَ العصافيرِ لا يزالُ حجةً

لتنجو الأغنياتُ من السبيِ والافتتان

كأني كنت في غيبوبة النساك ثم أفقت

على تاجر الأصنام

أو على نبيّ يبحث عن إلهٍ جديد

فيرفس القلوب

أفئدة اليتامى

يشرب قهوته ويهمّ بقتلي

يطالبني أن أفتديني

كأني أطلّ الآن على سنيني

لا شيء قبلي ولا شيء بعدي

مشهد يسلب مني الجهاتِ

قهوةَ الصباحِ

يتركني على مفترق النّصلِ أمام خيارين؛

أن أطعن المشهدَ أو أطعنني

وأطلقُ فتوى للذي قتلته

وهو يهم للركوع

أو يصطف في طابور خبز طفله؛

فإن كان مؤمنا يموت شهيدا

وإن كان كافرا فالنار مثواه

كأني يد الإله..

أما أنا، فلن أطعنني لأني

بكل بساطة السراط لا أعرفني

فإلهي الذي عرفته

لا يشبه الإله الذي في مشهدي،

كطفل عاقد الحاجبين

تحتله غصةٌ ويكاد يبكي

لكنه،

يستعيد الرجولةَ والخيارُ واحد:

أن يقتلَ الطفل ويمضي

إلى حفلة النار والدخان

أو

يمشي فرحا،

في جنازة الريحان..

….

اترك تعليقاً