شوقي أبي شقرا،
النبضُ من “شعر” اللا يموت
سألتْ إثرَ موت شوقي أبي شقرا: هل حقًّا يموتُ الشعراء؟ وهي، كما نحن، والعارفون بشؤون الشعراء، أكيدون أنّهم يخلدون.
رغم هذا الإيمان كلّه، مات شوقي أبي شقرا وشعراءُ رعيله كلّهم… وفي ارتحالهم، يرقدون كثيرًا… وشعرُهم يحيا باسمِهم، طالما النبضُ في عروق القصيدة…
ركنٌ أخير من مجلّةِ “شعر”، ينفضُ عنه الزوال ويرتفع… شوقي أبي شقرا، الكانَ عمادًا عصيًّا لِ “شعر”، عانى، كما أترابُه فيها، علوَ القصيدةِ في أعماقِ شعريّتها، هويّةً من طرازِ البقاء الحقّ…
وعانى الثقافةَ مفهومًا حيًّا. هو الصحافيّ، أحلّها صفحةً في “النهار”ه، ينشرُها نشاطًا وأحداثًا، ويبثّها كلمةً ونصًّا، ليتكوّنَ رائدَ الصحافة الثقافيّة في لبنان…
أمعاناتُكَ يا شاعرُ هذه، تنتقلُ شافعةً إلى الربى العلويّة التحطّ فيها، تمطرُها قبسًا يوميًّا ههنا، يقي الشعرَ ترّهات؟!!
تنزُل من العربةِ سائقًا فوقَ الزمن، تحلّقُ بالإبداعِ إلى مراتعه الطائرة، تلتحقُ بالقافلة الناقدة فذًا على “شعرٍ” يهتف الجمال. بمَ عساهم، يوسف الخال، أنسي الحاج ومحمّد الماغوط، والباقون يلقونكَ تأتيهم غيرَ راضٍ عن الشعر حالةً، تدركُ كم تهوي.
“المرشدُ الجماليّ واللغويّ لمجلّة شعر”، من عليائكَ انهضْ بالقصيدةِ، لا تكبُ في المفاهيم، ولا في الأساليب التعبيريّة. أبقِها في علوٍ أنشدتَها فيه، تَنشدْها دومًا في قامتها رقيًّا…
يكتملُ اليومَ العقدُ في نعيم، ويعقدُ الشعرُ مهرجانه سمفونيّةً تدغدغُ أسماعَ الربواتِ لحنًا يطربُ مطَمئنًا: الشعراءُ في مجدٍ، لا يموتون.!!



