دور نشر أم دكاكين طباعة؟!
تكمن أزمة العرب في الأزمات الثقافية، وتتجلى الأزمات الثقافية في المؤسسات والمحركات والمثقفين، معظمهم لا يقومون بأدوارهم الحقيقية، كون الثقافة عملية مواجهة دائمة مع الواقع وأسئلته وشخوصه وتياراته، ومن ضمن هذه المحركات دور النشر العربية، التي أسمي ثلاثة أرباعها بضمير مرتاح بدور طباعة، وهذا لفظ مؤدب، فقد أسميتها في السابق بـ(دكاكين طباعة)، وهذه هي الأسباب:
– إنها تنشر ما هب ودب من النتاجات الفكرية والإبداعية والعلمية.
– إنها تتقاضى من الكاتب تكاليف الطباعة أو معظمه.
– إنها لا تقوم بأي دور ترويجي إعلاني ثقافي نحو الكتاب.
– إنها تقطع صلتها بالكاتب بعد استلامه مجموعة من النسخ، ولا تراجعه في أي أمر كان.
– إنها لا تقدّم له جرد حساب كل نهاية عام، فهي تطبع ما تشاء، وتوزع ما تشاء، دون رقابة أو إبلاغ.
– إنها تتصرف من منطق (الكاتب تابع لدار النشر).
– تتذمر هذه الدور دائما من قلة التوزيع وقلة الإقبال. ولكنها تستمر في عملها وبنجاح وبأرباح.
ولهذا:
– على المؤسسات التي تقوم بتنظيم معارض الكتب وضع معايير لدور النشر، ومن لا يحققها لا تُقبلُ مشاركته في المعارض.
– على المؤسسات التي تقوم بتنظيم الجوائز أو رعايتها أن تتحقق من أن دور النشر التي أصدرت الكتب الفائزة تلبي معايير النشر، وأن هذه الدور دور نشر وليست دور أو دكاكين طباعة. فدور النشر أصبحت تبني شهرتها على تلك الجوائز.
– لا بد من جهات مراقبة ومتابعة لهذه الدور، والدار التي لا تلبي المعايير تُشطب من نقابات النشر والتوزيع.
يكفي:
• متاجرة بإبداعات وجهود الكتاب.
• يكفي ارتكاب حماقات وخيانات ثقافية ووطنية وإنسانية.
• يكفي سرقة المبدعين والمفكرين والكتاب والباحثين.