مساء بنوايا ذئب
أنور الخطيب..
لهذا المساء نوايا مذنّب
ذاهبٍ إلى السماء
ببطء رغبة ذئب وحيد،
والمساء أنا، ولست أنا،
رائحة الخمرة في عينيك
أطلقت في مداي أرجوحة
فتمايلتْ..
واحتسيت شهقة من شفتيك
انطلقتُ..بطيئا كثعبان ماء
متخم برائحة امرأة تعوم على شاطئي،
وتفلّي الزبد،
تبحث عن لهاث غريق
لم يغرق بعد،
عن لؤلؤة ساخنة
لم تتكون بعد،
عن أغنيةٍ لبحار عاشق
لم تشتعل ناره بعد،
تبحث بي عن فكرة
حفرت عريها قبل حرفها،
فاستفقتْ،
وأعني: أخذت على عاتقي
تطريز شال من زفير الموج
كي أكونها،
ففكّكَته قبل الغرزة الأولى،
سحبتني إلى رملها ودثرتني بها،
فاستل كل من في المساء
لونه، فصرت أنا،
مذنب ذاهب إلى سمائها،
ببطء رغبة ذئب أليف
فعويتْ،
تغزّلَتْ بعوائي،
سقتني ندى ثديها
فأشرق بي فجر ثمل
واستسلمتْ،
لما عزفته على جمر
تناثر مني
فاحترقت، وما احترقت،
….

