حليب الأم أم حليب الخراف
يدور الحديث كثيرا في عالمنا العربي، ومنذ سنوات طويلة عجاف، عن حليب الأم. ففي كل مأزق يظهر من يقول: (نريد رجلاً رضع من حليب أمّه ليخلّصنا من الفاسدين المتاجرين بمصائرنا).
منذ عشرات السنين وعالمنا يبحث عن ذاك الرجل، ولا يظهر، حتى بات حلماً مُرتجى، كأن الرجال رضعوا من حليب الخراف، أو تنكّروا لحليب أمهاتهم، أو أنهم خانوا أثداءهن، أو أنهم باعوه لأول تاجر أو قوّاد، أو أن حليب الأمهات صار فاسداً لا يربّي الرجال.
وفي كل يوم ترتفع الأصوات وتكثر الأمنيات بقدوم هذا الذي (رضع من حليب أمّه) من دون جدوى.
ترى، ماذا تقول الجدات والأمهات إذ يتناهى إليها ذاك الصراخ القادم من آبار الهزائم؟ هل يبحثن عن حليبهن لاسترداده من شرايين الرجال؟ أم يردّد: لله ما أعطى ولله ما أخذ؟
لا قضية للنقاش هنا إنما سخرية تطل من عيون المراحل.
لا إجابة هنا، إنما سؤال سيبقى يطن في آذان الرجال حتى يأتي زمن ينفجر فيه راس أحدهم ويصرخ: وا حليباه، وا أماه، وا وطناه..
أنور

مبهر أنت حين يتغلغل عمق حرفك فينبش الكامن والمتواري والمسكوت عنه …فيرتمي حرفك ذو السلاسل الحديدية ليصل الى مصارع الرجال ..واي رجال ..يحق لك أن تبحث عن ذاك الحليب لأن الحليب في هذا الزمن أفسدته التكنولوجيا وسممته مظاهر الدنيا الخادعة فبات البوح مشفرا مقيدا مجنزرا !!!!!!!
تحياتي عزيزتي الشاعرة، هذا الزمان الرجال فيه قليلون.. شكرا لتعليقك وحضورك الجميل، وكل عام وأنت بألف خير