لو كنت سعيدة
بقلم:نجاة فواز
لو كنتُ سعيدةً كفاية، لتوقفتُ عن الكتابة.
لكني اسرق الفرح عن شجر العمر،
مثلما نسرق اللوز والتين،
من الحواكير المهجورة،
لتظل على قيد البقاء.
****
الكتابة صناعة التعساء
لكنها ابداً ليست ملاذهم
ولا لذتهم
هي حصاد تلك الاحاسيس التي يعيشها الكاتب.
****
تصلني العديد من الرسائل من معجبين بما أزفه من حروف ها هنا…
ابتهج لتلك الكلمات، اخجل وارتبك
ما لا يعلمه أحد بأن الكاتب يملك شخصية منفردة عن شخصيته تعيش تفاصيله، تدقق بمشاعره، ترسم له خريطة يسير وفق شرعها…
تقتحم الأشياء المحيطة هذه الخريطة
الحب الحرب الغضب الفرح الحزن..
يتصارع هو وهذه الشخصية، لينتصر للفرح فيه، فيسقط الف مرة وينهض مرة واحدة…
***
الكتابة ليست ورطتي
هي هذه الشخصية التي وجدتها تنتظرني بسريري، وخزانة ثيابي، ذهبت معي للمدرسة للعمل، سبقتني للبرية، وربما هي من أخذتني لهناك، ربما هي من علقني بالبحيرة…ربما هي من دقت مساميرها بكف يدي اليسرى لأظل مرتبطة بصليبها سرمدي الوجع والخلاص…
كطائرة زنانة تحوم بفضائي طيلة الوقت.
تمطر أرضي بقصص الحب والشغف
وأنا كمدمنة خمرة أسير خلفها..
أبلل جسدي بمطرها
وأنشفه بنور حكاياها
أبتسم لها
ثم أقول”: لو تعتقيني هذا المساء لأغفو قليلا
خذي أحلامي حبيبي وكل ما تردين وأرحلي”
ثم ألقي برأسي فوق وسادتي لأجدها قد توسدتها…
أغضب قليلا ثم استسلم، فهي جميلة، وقد تكون أجمل مني…وقد تكون أنا الذئبة الشرسة والظبية الرشيقة.
***
لستُ سعيدةً كفاية لأخرجها من حياتي
ولا أنا تعيسة كفاية لاتمسك بها
احيانا يُخيل لي بأني أتمسك بكم من خلالها..
فالوحدة تحتاج أحيانا، لزحمة لتذكرها بشجاعتها وجمالها.

