فتيات غزة الصغيرات
انطوان يزبك
التكنولوجيا في عالم الاتصالات أتاحت لنا أن نشاهد العالم من خلال هواتفنا الذكيٓة ، نشاهده بكل تفاصيله ،خاصة أهوال الحروب والاقتتال والمعارك ومنذ اندلاع حرب الابادة في غزة شاهدنا عشرات ومئات الأفلام عن هذه الحرب ،استوقفتني تلك التي تصوٓر الأطفال الصغار ، فتيات صغيرات تحديدا :
الأولى ، فتاة صغيرة وشقيقها يشربان من مياه المزاريب بعد هطول المطر والفتاة تقول :
ياي شو طيبة هالمي ، كتر خيرك يا الله. الحمدالله شربنا …
على ما يبدو أنهما لم يشربا من ايام ولكن هطول المطر أنقذهما من الموت عطشا !!.
الثانية ، تحمل أكياس المساعدات الغذائية وتهرول فرحة سألها مراسل تلفزيوني : الهيئة فرحانة كتير ، أجابت : عطيونا فروج ياي النا زمان ما اكلنا فراريج !!…
الثالثة ، فتاة يبدو القهر على وجهها تسألها المراسلة : ايش بكي ايش،عايزكو خبريني…
تجيب الفتاة الصغيرة : كل شي،اواعي (ثياب) أكل ، كل شي ماعناش اشي ..
سألتها المراسلة: شو اكتر شي اشتقتي تاكلي ؟
تجيب الفتاة : الخبز….الخبز الأبيض زمان ما اكلناه…
تقول المراسلة: ابوكي ما يجبلكش ؟
قالت الفتاة باكية : ابوي مستشهد وامي كمان. أنا واخوي وحدنا …
الرابعة ، وهي تبكي تسألها المراسلة : شو بكي ليش زعلانة؟
تقول الفتاة : الوقت وقت مدارس كل ولاد العالم رايحين مدارس عم يجيبوا كتب وقلام و شنط، واحنا بلا مدارس عم نقضيها نزق مي وحطب طول النهار ..
قالت لها المراسلة طيب من مين زعلانة ؟
قالت الفتاة : من يلي تركونا بهالحالة ، كل العالم.. العرب ..ثم انفجرت باكية وأضافت ما عناش اواعي (ثياب) نبدٓلها ….
شكرا لكم يا من حولتم فتيات غزة الصغيرات إلى حاملات الحطب ، شكرا لمن أمات الأطفال عطشا وجعلهم يشربون من مياه المزاريب ، جعلهم يشتهون الاكل والرغيف الابيض ، شكرا على كل شيء ولن اعلق او ازيد !!..