تخبرين… بخيوط من شمس!   بقلم: الدكتور عماد يونس فغالي

تخبرين… بخيوط من شمس! بقلم: الدكتور عماد يونس فغالي

تخبرين… بخيوط من شمس!

بمناسبة توقيع كتاب نجاح ذبيان (شو بخبرك عني)

كتابُ نجاح ذبيان، الناطق بالعربيّة الفصحى والمحكيّة اللبنانيّة، يشبه شخصَها المجتمعيّ في تواصلاته. “شو بخبّرك عنّي” ليس من عاديّات العناوين الكتبيّة. هو في حدّ ذاته مادّة تواصليّة. كأنّما تجلسُ إلى صديقٍ  يتحادثان. قد يكون الصديقُ قريبًا، يهمّها إطلاعُه على أخبارها. تتوجّه إليه بسؤالٍ، يطرح انتظاراتِ المتلقّي في الأفق المفتوح.

بديهٌ، كلّ نصٍّ في الكتاب جوابٌ عن السؤال العنوان. هي قصّةً تخبر عنها. تقولُ الشعرَ متوجّهةً إلى محدَثها في ما يكشفُ ذاتَها تباعًا. كأنّما تكملُ بقولةٍ: هيك منخبّرك!

“من فصول الحياة

جمعتُ باقةَ حروف

زيّنتُها بخيوط الشمس…”

عن وعي،ٍ نجاح، تكشفين حروفَكِ المنبثقة من فصول الحياة في تنوّعها. تتذوّقين حلاوات بعضها وتتجرّعين علقمَ بعضِها الآخر… حروفُكِ دوّنت الاختبارات الحياتيّة التدركين كم تدفع بالمرء إلى خبراتٍ تحدّد مساره. الحروف زيّنتِها بخطوط الشمس، لا لتنقلَ غير الواقع، بل لينتقلَ الواقعُ شعرًا، أي جمالاً فنيًّا… خيوط الشمس تسمُ الكلمة بختم الأدب الراقي.

قسمت نجاح ذبيان كتابَها اثنين، الأوّل قصائد بالفصحى والآخر القصائد بالعاميّة. هذا للتصميم الفنيّ. لكنَها في أثناء كتاباتها، نظمت النوعين بتداخل، ما يؤكّد كتابتَها بطبيعيّةٍ وفقَ حالتها وحاجتها على السواء.

وكتبت بلغةِ الحال. لا تصطنع نجاحُ لغتَها. تكتبُ تفكيرها في حينه، تنقلُه على طبيعته، كما حلا له أن يمرّ في خاطرها… صناعةُ الكلام والمحسّنات لا تعبُرُ إليها. هي جماليّةُ النصّ النجاحيّ ونجاحُه…

الغالبُ في النوع، الشعرُ الوجدانيّ. الألمُ مالكٌ مدادَها. تقرأه في المفاصل كلّها. كأنّما هو الكاتبُ فيها والشاعر. الألمُ هو المعلّمُ يقول الشاعر الفرنسيّ ألفرد دوموسّه في رائعته .La Muse كتبتْ في الوطن، إلى ابنتها والحبيب. كتبت عمقها في كلّ عمق. قالت الصدق، إنْ تعرفْها تقرأْ شفافيّةَ الكلمات، وإلاّ، تَهدِكَ القصيدةُ كمرآةٍ إلى الضوء.

كتابُ نجاح ذبيان يتخطّى إلى الشعور الدافق. قصائدُ تمتلئ بالمشاعر حتى فوق. تدلّكَ كم الأنثى فيها مشاعريّة، فتأتيها متضامنًا مع كلّ إحساسٍ تبثّه، أجميلاً كان أم تعانيه!

لافتةٌ النصوصُ الشعريّة، ليست مطوّلات. هي أيضًا غيرُ “قصيرة جدًّا”، المصطلح المعتمد اليوم في الأدب الوجيز. تقولُ فكرتَها بوضوح، من دون إطالاتٍ توضيحيّة. وهذا في بديع الأدب.

الغالية نجاح،

قدّمتِكِ إلينا خبرًا يقينًا. المكتبةُ الشعريّة ازدادت وازدانتْ بحِبرٍ مذهّبٍ من صافي امرأةٍ أمّ، تفاعلُها باليراع يسجّل كم الكلمةُ أمٌّ هي، رقراقةُ التواصل المشاعريّ، تأثيره هدايةٌ وارتفاع.

“شو بخبّرك عنّي”، هديّةٌ بطراوة أيلول، زخّ طرَفه المبلول بمياهِ الفكر الأحاسيسيّ الجميل… تعالوا إلى موائد النجاح الطيّبةِ الخبر عنها، تلذّذوا الكلمة الأنثى في أطباقِ الشمس الذهبيّة الخيوط، فصولاً من حياةٍ تلد للإنسان في علوه!

 

 

اترك تعليقاً