التنمٓر
انطوان يزبك
من الآفات الكبرى في المجتمع الحديث وفي كل البلدان وكل الطبقات الاجتماعية آفة مكروهة وهي التنمٓر ،ولا تخلو مجلة أبحاث علمية متخصصة في علم النفس من مقالات حول هذه المسألة والباحث الذي يريد الاستزادة من هذا الموضوع سيعثر ولا شك على مناهل ومصادر توفٓر له المعرفة والوضوح عن شخصيٓة المتنمٓر وعن ضحيته ، وما يهمني هنا أن أذكر بعضا من تأثيرات التنمٓر على الفرد الذي يقع ضحية إنسان متسلٓط مريض و معقٓد نفسيٓا يكره ذاته ويكره الإنسان .
من تلك المشاكل التي تصيب الإنسان الذي يتعرض للتنمٓر :
_فقدان الثقة بالنفس والشعور بأن سبب ما يحصل مصدره تصرفاته هو بالذات، لأنه مقصٓر في عمله ، أو لعلة فيه، علما أنه بريء تماما وهو ضحية ، وليس العكس.
_الشعور بالعزلة والخوف من الآخرين وعدم الثقة بأحد ورفض الاختلاط والمشاركة في أي مظهر اجتماعي والسير شيئا فشيئا نحو الانطواء على الذات و الهروب من الحياة والآخرين .
_السير حثيثا نحو الانهيار النفسي والقلق الدائم والأفكار السوداوية واسترجاع الماضي والاستحضار الدائم للاساءات التي تعرض لها الفرد في السابق من قبل المتنمٓرين والمسيئين .
_الغوص في اليأس والتشاؤم لدرجة كراهية الناس و القيم التي يقوم عليها المجتمع و اعتبار كل ما فيها غير مجد ولا يفيد الإنسان والإنسانية…
هذا غيض من فيض من المؤثرات السلبية التي تصيب ضحية التنمٓر وتغمسه في بقعة موحلة من الاحباط والضياع.
لست بصدد أن أسهب أكثر في هذا الموضوع . ولن أدخل أيضا في تحليل شخصية المتنمٓر فهو مرتكب ومجرم كبير ولن نجد له ظروفا مخففة كون مرضه العقلي هو سبب تصرفاته ، بل على العكس يجب أن يستحدث قانون جنائي يدين المتنمٓرين أسوة بالمغتصب والمجرم والمرتكب لأفعال مشينة و إجرامية فقاتل الروح هو عينه قاتل الجسد والسارق والمعتدي و مهرب المخدرات ….
العالم اليوم يزداد قساوة و وحشية وذلك عائد إلى فقدان العدالة والإنسانية من ناحية ومن ناحية أخرى هذه النفس البشريٓة الأمٓارة بالسوء والتي تتخطى كل الحدود و ترتكب أفظع الجرائم حيث يتنامى العنف والعنف المضاد وينتصر شيطان الكراهية !! …

