وجوه….شعر: خضر حيدر

وجوه….شعر: خضر حيدر

وجوه

لستُ طاغيةً
ولكنْ، أفرحُ لو دنا مني الطغاةُ
نادبين: خذ عرش الندم
ما همَّ لو نام النعاس ولم ننم
ما همَّ لو سرنا بلا وجوهٍ
كي ترضى المرايا…

لستُ ضحيَّةً
ولكنِّي -كمثل النهر-
أجري نحو خاتمتي وأبتسم
فإن دعاني الليل سائلًا:
أنت الذي مشى كالسحر فوق الماءِ؟
قلتُ: نعم
مشيتُ حتى ملَّ الضوء
ثم خانتني الشموسُ
فلم يعد للدربِ من ظلٍّ سوايَ…

أنا يا ليلُ مرآةٌ تكسَّرت فيها الوجوه:
وجهٌ يقول: أنا الوحيد وليس يشبهني أحد
وجهٌ يقلِّب صورة الأشياء كي يرى
فلا يرى … وينتظر المدد
وجهٌ بلا معنى
يفتِّش عن وجه الغريب في معنايَ
أنظر، إذن، فلن تجد في كلِّ من كانوا هنا
سوى طغاةٍ أو ضحايا !

اترك تعليقاً