كفّوا عن مطالبتنا بالموت!
إلى أولئك الذين يعيشون في الخارج، خلف الشاشات، في الأمان، ويتغنون بصمودنا ويطالبوننا بالمزيد من “الثبات” و”الشهادة” و”الموت واقفين”…
نقول لكم: كفّوا عن تجارتكم بدمنا!
نحن في غزة لا نبحث عن موت بطولي ليصفّق له العالم، بل نبحث عن حياة كريمة نُكمل فيها أحلامنا، نُحب، نتعلّم، نزرع، ونبني. لسنا مشاريع استشهاد نُعرض على شاشاتكم لتُطمئنوا ضمائركم النائمة..
أن تُباد العائلات كاملة ثم تقولوا: “ما شاء الله، أيقونات مقــــاومة!”؟
أن يُمحى جيل من الأطفال ثم تكتبوا: “نحتسبهم شــــهداء عند الله”؟
عيب!
لا تجعلوا من موتنا مبرراً لعجزكم، ولا من ذبحنا لوحة تُعلّقونها على جدار الفخر الزائف..
نحن نُقاوم لنعيش، لا لنُقدّم لكم عرضاً مجانياً في حلبة البطولة.
من لم يستطع أن يصرخ معنا، ويناصرنا في حقنا بالحياة، فليصمت.
كلماتكم المزخرفة لا تمنع القصف، ولا تردّ طفلاً إلى حضن أمه.
غزة لا تحتاج من يُجمّل ذبحها، بل من يرفضه.
غزة لا تحتاج من يصفّق للموت، بل من يقاتل من أجل الحياة.
جواد العقاد – غزة

