حين كنا نظنّ أن هذا أعظم الخذلان.. جاءنا ما هو ألعن منه
وعقاربه لا تتوقف عن اللسع..

لوجه الذي كان توقيت صباحك، الابتسامة التي كانت تُظّلل جسدك كعريشة على شاطىء البحر الأحمر، القبّرات التي كانت تُحمّلها الرسائل إليك بمنتهى الإخلاص، خرخرة القطّة في صدرك حين تدبدب كطفلة أناملَها فوق صدرك وهي تقرأ عليك قصّة ليأخذ عينيك النعاس، المشاوير التي صار يرسمها رأسك حسب حالاتها معك؛ ضاحكة، مستبشرة، مُقبلة، ومنتحرة.. كل هذا رحل إثر حادثة خذلان مؤسفة..
العتمة ترافق مطلع النهار وآخره، الجسد يحرقه كدر الروح والبحر يُغرق العريشة والشفاه، القُبّرات على مائدة عشائك والرسائل تطفو حروفها متناثرة على سطح طبق الحساء أمامك، القطّة غطت في نوم أبدي، على قارعة شارع عام جدًا، المشاوير مقطوعة السُبل والأرجل.
الحياة مع الخذلان موت مُحقّق
متى تتوقف العقارب عن اللسع؟
