غريب الأطوار

لا أبحث عن منقذ من الضلال
لنفسي الخيرة في كل شيء
سيان عندي النعيم والجحيم
سأخلع جلدي كلما احترق خلع الحذاء
لا أحتفظ بمفتاح جنة المأوى في جيبي
ليس لدي ما يفيض عن حاجتي
فقدت أمانة البشر والبحر والرغيف اليابس
قسوت حتى على نفسي البريئة
لكم أيقظتها في منتصف الليل
وفي شدة الصقيع
متلصصاً أنصت إليها من وراء حجاب
تعقبتها حتى أثناء الصلاة والصوم
حتى ظن بي حب التسلط والانتقام
أو مس من الجنون
لا أذكر أنني أرخيت لها العنان
كأي دابة في الأرض
يا لحمقي وجهلي!…
كم أنا مسرف ولجوج!
كان علي الحذر لئلا تغرني غباوتي
كيف لم أحسب أن جوارحي ستغدر بي؟!
لولا قشة الشعر لغرقت في كأس اللامبالاة!
كم أدليت بدلوي خطأً في فوهة ذاكرتي
بدل البئر
لذا لم يذهب الظمأ ولم أستعد
حثالة الوعي!
ما أتعسني!
يا لي من امرئ غريب الأطوار
عديم السليقة والحيلة
قصير الباع إذا قورنت بالشعراء
بالله كيف أفلت من حبائل الحيرة والغرور؟!
ربما استهواني الهرج والمرج يوماً ما!
ربما استصغرت الشمس والقمر
والأحد عشر كوكباً!
كيف أهبط إلى العالم السفلي؟
من يربط وسطي بأمراس ويقذف بي
في حمأة الحياة حتى أديم هواجسي؟!
أكاد أشرق بلعاب عنجهيتي
لعل روحي عالقة كالبعوضة
في شبكة العنكبوت!
أليس من خلاص؟!
لبنان _ زفتا في 2025/8/16
محمد زينو شومان
