لِنُكْمِلِ القِصَّةَ يا جَميلَتي شعر أنور الخطيب

كما تُلاحِظينَ

شَعري أَسْوَدُ كَلَيْلِ عَيْنَيْكِ،

وذَقَني ناعِمَةٌ كَصَوْتِكِ،

ومِن نَحْري، يَتَدَلّى زَمَني،

وإنّني، أَتَمَلّى عَيْنَيْكِ فَقَط،

لَم أَخْتَلِسْ نَظْرَةً واحِدَةً إلى نَهْدَيْكِ المُسْتَنْفِرَيْنِ،

كَأنّهُما رِوايَتانِ تَعكسان ِ صِراعًا

بَيْنَ كائِنَيْنِ خائِفَيْنِ مِن كائِنَيْنِ آخَرَيْنِ يَسْكُنَانِهِما،

لِنُكْمِلِ القِصَّةَ يا جَميلَتي،

وكَما تَرَيْنَ، لَم أُصافِحْكِ،

كَيْ لا تَدَّعِي مَسًّا أَوْ قَشْعَرِيرَةً أَصابَتْ شَفَتَيْكِ،

أَوْ تَتَّهِمِينِي بِتَسْريبِ ماءٍ خَفِيٍّ مِن نُخاعِيَ الشَّوْكِيِّ

نَحْوَ ماءِ رُكْبَتَيْكِ…

وكَما تَرَيْنَ يا عُمْرِي،

أَحْمِلُ عُكّازَةً مِن خَشَبِ الجُمَّيْزِ،

ما يَعْنِي أَنَّنِي رَجُلٌ آمِنٌ جِدًّا،

لا خَوْفَ مِن مُصافَحَتِي أَوْ تَقْبِيلِي أَوْ احْتِضانِي،

وَإنْ شِئْتِ دَعَوْتِي لِنرَقْص التّانغو،

ما زالَتْ خُطْوَتِي رَشيقَةً،

وساقِي تحْتَمِلُ اللَّفَّ وَالدَّوَرانَ

وَإيهامَكِ بِكُلِّ ما يَدورُ في خَيالِكِ…

يُمْكِنُكِ الرَّقْصُ بِحُرِّيَّةٍ مُطْلَقَةٍ،

وَمُعانَقَةُ بَحْرِي المُصابِ بِالمَدِّ،

وَحينَ نَنْتَهِي، سَأُهْدِيكِ الرِّوايَةَ كُلَّها،

وَخَيالِي،

وفي البَيْتِ، حَيْثُ تَرَكْتُ ظِلالِي تَرْقُصُ التّانغو مَعَ الوِسادَةِ،

سَأَكُونُ آمِنًا أَيْضًا…

سَأَرْمِي عُكّازَتِي مِن نافِذَةِ الرِّوايَةِ،

أَشْهَقُ شَهْقَةً مِن نَحْرِي،

أَنْشَقُّ عَنْ زَمَني… وَأَطِيرُ…

كَمَا تُلاحِظينَ يا جَميلَتي،

لَم تُصافِحِينِي، وَلَم تُقَبِّلِينِي،

وَلَم نَرْقُصِ التّانغو، وَلَم أَنْظُرْ إلى نَهْدَيْكِ المُتَوَحِّشَيْنِ،

وَها أَنَا ذا عَلَى الشُّرْفَةِ،

في انْتِظارِ ظِلِّكِ… شُخوصِ رِوايَتِكِ،

أُواصِلُ الرَّقْصَ في الفَضاءِ… وَلَنْ أَموتَ.

اترك تعليقاً