كلنا في مهب اللهب والخليج ليس استثناء.. بقلم د. حسن مدن

كلنا في مهب اللهب والخليج ليس استثناء.. بقلم د. حسن مدن

حسن مدنكلنا في مهب اللهب والخليج ليس استثناء                            

بقلم حسن مدن

بعد تفجيرات برجي التجارة العالمية في نيويورك كتب الفرنسي جان بوديار مقالاً في «اللوموند» بعنوان «ذهنية الإرهاب»، حاول فيه رد أسباب تلك التفجيرات إلى سياسة الغطرسة الأمريكية، والسياسات الغربية عامة، باختراع شبح جديد للخطر بعد سقوط النظام الاشتراكي هو الخطر الإسلامي. في حينه ثارت ثائرة المثقفين الفرنسيين عليه، لا من باب العداء للإسلام، وإنما من باب أن الإرهاب لا يمكن أن نلتمس له عذراً أبداً، فالإرهاب يجب أن يسمى باسمه، ويدان، خاصة حين يستهدف الأبرياء والمدنيين، وهناك من ذكَّر بالعبارة الشهيرة لألبير كامو من أنه ما من قضية عادلة يستحق أن يقتل فيها إنسان بريء. ما من قضية عادلة في الإرهاب المعولم الذي يجتاح عالمنا العربي وتمتد نيرانه إلى بلدان أوروبية، وهنا أيضاً يتعين تسمية الأمور بمسمياتها، حيث شهدنا في يوم واحد ثلاثة أعمال إرهابية: في الكويت وتونس وفرنسا، وتعددت عناوين هذه العمليات، ففي الكويت ارتدت طابع التصفية المذهبية، وفي تونس، الخالية من التضاريس المذهبية الموجودة في العديد من بلدان المشرق، كان العنوان استهداف السياحة وضرب الاقتصاد، وإشاعة الرعب، وفي فرنسا كان العنوان مواجهة الغرب المسيحي الضال. غرف العمليات التي هندست للعمليات الإرهابية الثلاث هي واحدة، سواء وجد تنسيق بين أفرادها أم لم يوجد، فهي جميعها تنطلق من مرجعية إيديولوجية وتنظيمية واحدة، وتصب في الهدف ذاته. بعض ردود الفعل، على الأقل في حدود ما تنضح به وسائل التواصل الاجتماعي، التي تعكس أكثر ردود الفعل بدائية وتشفياً، تشير أن للإرهاب ليس فقط مسوغون، وإنما محبذون ومريدون، يظهرون لنا بعناوين ومبررات مختلفة، وأصحاب هذه الدعوات الشاذة يغيظهم ما تعبر عنه الغالبية الساحقة من الناس الذين يجسدون الفطرة السوية للبشر في استفظاع قتل الأبرياء، على نحو ما شهدناه من تضافر الإرادتين الرسمية والشعبية في الكويت باستنكار ما جرى والتأكيد على التلاحم الوطني. قلنا في العنوان إننا جميعاً في مهب اللهب، ربما يجدر بنا أن نكون أكثر صراحة ووضوحاً، فنقول إننا عبرنا الزمن الذي كنا فيه في مهب اللهب، لقد بتنا جميعاً، مشرقاً ومغرباً، في قلب النار، والخليج العربي ليس استثناء من ذلك، والدليل هو ما شهدناه ونشهده من تفجيرات، وما نسمعه ونقرأه من تهديدات بنقل العنف إلى بلدان أخرى. ليس أمامنا سوى اليقظة ثم اليقظة.

madanbahrain@gmail.com

عن جريدة الخليج http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/a391e7a2-c027-4981-a1de-717bf5e8cc54

  1. نصر بدوان قال:

    أسعد الله أوقاتك دكتور حسن, معك في التحليل ولكني أقف عند الخاتمه, اليقظة ثم اليقظة ويبدو أن اليقظة لم تعد تكفي, هناك تيارات إجرامية, وهناك لاعبون رئيسيون : لاعب حسن النية , لاعب سيء النية , ولاعب منافق وسيء النية, متواجدون على الساحة. المنافق وسيء النية يحاولون استغلال ذوي النوايا الحسنة, ظنا منهم أنهم في مأمن, ولكن ما رأينا أصبح الجميع في سلة واحد. ألذين سمنوا الذئاب وأطلقوها, يتلقون نهشهاتقريبا على نفس المستوى مع الضحية القريئة. الأزمة الآن دكتور أزمة عالمية ولا بد إذن من أن يتصدى لها العالم بأجمعة, لذا لا بد من من أن تقوم الجمعية العمومية للأمم المتحدة, من وضع الأوراق على الطاولة, ووضع النقاط على الحروف, وأن تكون الصراحة والوضوح سيدا الموقف, وأن يخلص إلى خطة عمل, يعهد بها بعد ذلك إلى مجلس الأمن ليصدر قرارات تجيش لها الجيوش لوضع كل هذه الفوضى عند حدها. سواء كانت هذه الفوضى آتية من دول مارقة أو جماعات مارقة أو دول منافقة.وذلك بالتزامن مع العمل على معالجة الأسباب التي أدت لمثل هذه الظاهرة . بغير ذلك سيزداد العنف شراسة ولن يتمكن أحد من لجمه.وسوف نرى خرابا لم يسبق له مثيل, وما الذي نراه إلا غيض من فيض برايي المتواضع . سياسة التربيت على الأكتاب والكيل بمكيالين, والتغاضي عن هذه الجرائم التي تحصد الأبرياء وتهلك الحرث والنسل. لن تبقي ولن تذر, لا الأسلحة الذدية ولا الترسانات الصاروخية ولا الأساطيل البحرية ستقضي هليها, إن لم تصدق النوايا, وتصبح حياة أدنى حيون وليس الإنسان مقدسة, أكثر من المقدسات وأغلى من الآثار.

  2. نصر بدوان قال:

    أسعد الله أوقاتك دكتور حسن, معك في التحليل ولكني أقف عند الخاتمه, اليقظة ثم اليقظة ويبدو أن اليقظة لم تعد تكفي, هناك تيارات إجرامية, وهناك لاعبون رئيسيون : لاعب حسن النية , لاعب سيء النية , ولاعب منافق وسيء النية, متواجدون على الساحة. المنافق وسيء النية يحاولون استغلال ذوي النوايا الحسنة, ظنا منهم أنهم في مأمن, ولكن ما رأينا أصبح الجميع في سلة واحد. ألذين سمنوا الذئاب وأطلقوها, يتلقون نهشهاتقريبا على نفس المستوى مع الضحية القريئة. الأزمة الآن دكتور أزمة عالمية ولا بد إذن من أن يتصدى لها العالم بأجمعة, لذا لا بد من من أن تقوم الجمعية العمومية للأمم المتحدة, من وضع الأوراق على الطاولة, ووضع النقاط على الحروف, وأن تكون الصراحة والوضوح سيدا الموقف, وأن يخلص إلى خطة عمل, يعهد بها بعد ذلك إلى مجلس الأمن ليصدر قرارات تجيش لها الجيوش لوضع كل هذه الفوضى عند حدها. سواء كانت هذه الفوضى آتية من دول مارقة أو جماعات مارقة أو دول منافقة.وذلك بالتزامن مع العمل على معالجة الأسباب التي أدت لمثل هذه الظاهرة . بغير ذلك سيزداد العنف شراسة ولن يتمكن أحد من لجمه.وسوف نرى خرابا لم يسبق له مثيل, وما الذي نراه إلا غيض من فيض برايي المتواضع . سياسة التربيت على الأكتاف والكيل بمكيالين, والتغاضي عن هذه الجرائم التي تحصد الأبرياء وتهلك الحرث والنسل. لن تبقي ولن تذر, لا الأسلحة الذدية ولا الترسانات الصاروخية ولا الأساطيل البحرية ستقضي هليها, إن لم تصدق النوايا, وتصبح حياة أدنى حيون وليس الإنسان مقدسة, أكثر من المقدسات وأغلى من الآثار.

اترك تعليقاً