هل تحققت مقولة (الكبار يموتون والصغار ينسون)؟
اليوم، يقول الكبار إن العيد للصغار، لكننا حين كنا صغاراً لم نر العيد، لم نعشه، كنا نستيقظ على مشهد كان وعينا يعجز عن إدراكه، مشهد بكاء أمهاتنا صبيحة العيد، عبوس آبائنا، وغياب الفرح، هذا المشهد، كان يسرق فرحنا بملابسنا الجديدة، وبخططنا للذهاب إلى المراجيح أو السينما بالباص، وليس سيراً على أقدامنا كما كنا نفعل في الأيام العادية.
وظل السؤال يلح ويطرق أبواب وعينا ونوافذ إدراكنا حتى تجرأنا على طرح الأسئلة. لم يكن بكاء الأمهات صبيحة العيد هو السؤال الوحيد، كانت أسئلة كثيرة تحوم كالذباب الأزرق، وحين علمنا الإجابة، وكنا قد كبرنا قليلا، أقفلنا أبواب الفرح وصرنا نخجل من مقابلة العيد، ونمر حزانى أمام دور السينما والمراجيح الخشبية.
اليوم، حين نسرد القصة لأبنائنا، لا يتأثرون، ولا شيء يردعهم عن ارتداء الملابس الجديدة وارتياد السينما والمطاعم، وتداول عبارات التهنئة عبر (الواتس آب)، بل يجبروننا على الخروج للأماكن العامة، وحين نلح في سرد القصص يقول لنا: ألا تشبعون من الحديث في السياسة؟!
أخشى أن المقولة التي أطلقها ديفيد بن غوريون، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق: (الكبار يموتون والصغار ينسون..) قد تحققت… فهل تحققت فعلا؟
أنور الخطيب
أحسنت ياصديقي المبدع دائما …
وأخشى القول بأننا في زمن الحزن ” السعيد ” الذي فرض ” بهاؤه ” علينا جميعا حين تم خصي ماتبقي من رجال اﻷمة وكبارها ، إﻻ من رحم ربي ، وبات الصغار يلعبون ويستمتعون بالقنابل التي لم تنفجر فيهم وتحول أجسادهم الغضة وضحكاتهم الطفولية واحلامهم البريئة إلى أشلاء تبكي عليها اﻷرض قبل النساء ، وبموافقة ، على مايبدوا ، من السماء …!!!