الدراما العربية والصراع المذهبي والطائفي… بقلم: أنور الخطيب…………

الدراما العربية والصراع المذهبي والطائفي

الدراما العربية في مجملها لم تصل بعد إلى مرحلة الاحتراف، إخراجاً وتمثيلا ونصوصاً، وكل ما يشاهده الجمهور عبارة عن أفكار قصص وليست قصصاً مكتوبة بعمق درامي متقن، ولهذا تطغى السطحية على الحوارات، والارتباك على الإخراج، حتى يجد فيرق العمل نفسه أمام معضلة الوفاء بثلاثين حلقة- فيلجأ إلى مساحات الفراغ وتثبيت المشهد وإطالته وإقحام التفاصيل دون غاية أو هدف، سوى استكمال الحلقة لتصبح 35 أو أربعين دقيقة. ويبقى المشاهدون في انتظار النهاية حتى الحلقة الأخيرة، فترى كل الأزمات والصراعات قد حُلّت خلال 15 دقيقة بطريقة أقرب إلى عقلية الأطفال منها إلى فريق عمل محترف متكامل.

أما الدراما التي تحاول طرق الموضوع المذهبي فغالبا ما تتحول إلى دراما أكشن، ومشاهد قتالية غير متقنة وغير مدروسة، ويغيب عنها الحوار العميق أو الموقف الجريء للعمل الدرامي، فتراها تدور في فلك الضبابية وتراوغ في إعطاء تفسير للتطرف وتتردد في الكشف عن منابعه، وتصمت حين يتطلب الأمر تقديم حلول.

وبعض الأعمال الدرامية التي تناولت موضوع الاحتقان المذهبي لجأت إلى الكوميديا فأفسدت أكثر مما أصلحت، وأبقت الاحتقان على حاله، كما حصل مع مسلسل سيلفي2.

إن مناقشة الصراع المذهبي أو الاختلاف في الشعائر بين السنة والشيعة لا يمكن أن يتم بأسلوب درامي ساخر، لأنه قد يتحول إلى ممارسة للتطرف والانحياز إلى مذهب دون آخر، بقصد أو بدون قصد، فالفكاهة لا تصلح لهذه الموضوعات، لأن المشاهد يبحث عن حل لتخفيف الاحتقان وليس الضحك عليه.

 

 

اترك تعليقاً