العتبات.. وارتباك الأمهات…شعر: أنور الخطيب ……….

العتبات.. وارتباك الأمهات…شعر: أنور الخطيب ……….

العتبات

20140112_171104

أنور الخطيب

وأنت تنقل خطوك فوق العتبات

اترك أثراً على كل حجر،

فمنها مرت الروح نحو عين الوليد

ومنها شيّعت حديقةٌ زنبقاً مات.

العتبات

مهد الدخول إلى خلّك الخالي من الرغبات

أو خليلِك المتوهّجِ بالحزن الممنهجِ

والقليل القليل من التأوهات.

العتبات

عصافيرُ طارت

عصافيرُ حطت

امرأةٌ أطلقت ضفائرها للأغنيات

شابٌ تفجر قلبُه بالأحجيات

صبيةٌ تناثرت في رهبة الراهبات

العتبات

نصفُ شاهدةٍ على خروجك من سفر سقفك

نحو سقف سِفْرِك في المتاهات

العتبات

فاتحة الزفرات

أول الشهقات

شرارةٌ لالتهاب صمتِك المثيرِ للخيانات

العتبات

فاصلةٌ بين ثديي بحيرتين

منزوعتي الجهات

العتبات

أنين أحذيةِ المنتظرين أمام اللافتات

مسرحُ أنثى اللوز وهي تقطر الحليب

على رأسِ مُخرجٍ أنهى مراهقة الزهر

ويمضي إلى فصل القطرات

العتبات

وقوف الغيم خلف باب التراب

في انتظار صلاة البذور

خروج راهبةِ من هالة الصليب

لتوفي النذور للوفيات

العتبات

امتداد الموج إلى ساحل الفراغ

انحسار الماء إلى جُزُرٍ

يرقص فيها غرقى السلالات

العتبات

انتقالٌ مريبٌ من بلدٍ.. يمطر فيه الغزاة آلهةً

إلى بلد تسكر فيه آلهةُ الشتات

فالفتوحات غير الهجرات

العتبات

أول الصحو

رفرفة الروح إلى أعالي الزقزقات

آخر السباق نحو اللانهايات

العتبات

ليست عبوراً إلى نفق التسليات

لتبذرَ الأرحامَ بنيناً وبنات،

ليست سلالم لاعتلاءِ منصةِ البيتِ

ومن في البيت

لتَلقي خطبةً في غياب الخطباء

العتبات

ليست منازلَ لاصطحاب البكائين

إلى زاوية تُحبسُ فيها سيدةُ الضحكات

العتبات

شاهدة على دخول الضوء

إلى أرائك الظلمات

العتبات

بدءُ الولوج إلى معنى البيت

حيث البيت

يبحث عن حنانه في شهوة الزيت

وحيث الزيت

موتُ الأخضرِ في معصرة الكائنات

وحيث الوقت

طاحونةٌ تجرُش القلوب

وحيث الذنوب

قاطرةٌ تمر بشرفة الأضحيات

قالت صبيةٌ للشيخ: لا أريد هذا النبات

فقال أبوها: دعك من دلع البنات

العتبات

ضيق العبارة فوق صراط الشعراء

وانفتاحِها على العثرات

العتبات

رقصة الجنين قبل الخروج

إلى معترك الدم

وارتباكُ الأمهات

 

اترك تعليقاً