الشر المقدس؟ بقلم: ياسر دحي

الشر المقدس؟
نوع من الجنون العام والعابر للحدود وللقارات والمنتشر “كفايروس” أو كـــــ “تلبس شيطاني” تجري من تحته حمامات الد/م و “دوامات العن_ف وخطابات الكرا_هية” و تأليف “الملا_حم” أو “الملح_مة” و بطلها “جزا/ر ” ومع ذلك وفي ملهاة كونية لا نطلق عليها “مجزر/ة”.
إن تاريخ الجنون هو ذاته تاريخ مقدساتنا ومعتقداتنا، تاريخ ملاحمنا وتاريخ نشوتنا حين كنا “نغزو” العالم وننشر جنوننا ومجانيننا. كلنا بلا استثناء مارسنا هذا الجنون العام بشكل أو بآخر، ولازلنا.
إن الخطر كل الخطر ليس من ذلك “الجنون” المقيم في المستشفيات و عالم المصحات النفسية وإنما من ذلك الجنون القادم من عالم المبادئ والقيم التي تتحكم بنا لدرجة أننا بتنا لا نراها إلا كمصير و غاية لكل الغايات. في حين تحت سمائها تراق كل الدماء وترتكب كل المجازر والمذابح. إن أكثر المجانين بطولة وعظمة عبر التاريخ هم من هذا النوع، والأكثر جنونا منهم هم “أتباعهم”، أولئك الذين آمنوا بهم وكانوا أدواتهم للوصول لأمراضهم “المقيتة” والدموية والإعلاء من شأن “الجنون” وتوسيع مساحته و “التبشير” به عبر التاريخ.
إن “المقدس” كف على أن يكون إلا تحطيما للحدود وللأسوار و إراقة وسفك الدماء من أجله. لم يعد المقدس من أجل الحياة بل من أجل مزيد من تراكم الجثث. تأمل ذلك وستجده ظاهرا وجليا عبر التايخ البشري.
إن “الشيء في ذاته” يوشك أن يهجم علينا من كثرة ما ارتكبناه من حماقات في “حقه” عبر تاريخنا.
إن أي “صرخة” عبر التاريخ أيا كان مصدرها، هي دعوة لمزيد من الجنون ومزيد من المجانين.

اترك تعليقاً