فنجانها الأخير    شعر: ريم حمزة

فنجانها الأخير شعر: ريم حمزة

فنجانها الأخير

في الصباح،
تمسحُ الليلَ عن شفتيها برشفةٍ مُرّة،
تُقلّبُ الفنجانَ، كأنها تُقلّبُ وجوهَ العابرينَ في ذاكرتها،
تقرأُ القاعَ كمن يحدّقُ في مصيرهِ ولا يجرؤُ على السؤال.

في الظهيرة،
تتركُ الفنجانَ يبردُ كحلمٍ تأخرَ عن الوصول،
تُداعبُ حوافهُ بأصابعِ الوحدة،
تُفكرُ في احتمالاتٍ كثيرةٍ،
كلُّها تُفضي إلى اللاشيء.

في المساء،
تصبُّ القهوةَ كثيفةً، سوداءَ كأسرارها،
تحدّقُ في البخارِ المتصاعد،
تراهُ وجهاً يُطلُّ من الغياب،
ثم يذوبُ… مثلما ذابَ كلُّ شيءٍ آخر.

في الليل،
تتركُ الفنجانَ فارغاً،
كقلبِها.
كلُّ رشفةٍ حكاية
وكلُّ دورةٍ في الفنجانِ مصير
تتأملُ الكسر والاستعارات
وتكتبُ سيرتها بين الفنجانِ وشفتيها
هي والقهوة… امرأة واحدة
تحترقُ.. وتعيد التشكّل
تذوبُ.. وتولدُ من جديد .

اترك تعليقاً