كلمة الدكتورة ربى سابا حبيب  في تقديم د. محمود عثمان

كلمة الدكتورة ربى سابا حبيب في تقديم د. محمود عثمان

كلمة الدكتورة ربى سابا حبيب

في تقديم د. محمود عثمان

أيّها الحضور البهيّ

تحيّة إلى التجاوزيّين رئيسًا وأعضاء.

تحيّة إلى الدكتور محمود عثمان، هذا الشاعر الآتي من شمال القلب، من الضنيّة الخضراء كاتبًا “للعصافير أجنحة ولي أهدابكِ”.

ومنه

يا شاعرُ حرفكَ يحملني للغيم فأبحر في المطلق.

شاعر: لأنّ الصورة عنده تتجاوز العادي كي تصل إلى المطلق.

د. عثمان

الشاعر شاعران،

واحد تبدعه بيئتُه

وآخر يبدعُ بيئتَه.

وأنتَ تختصر المعادلة: ابن بيئتكَ وتبدعها انفتاحًا وتحوّلات في الشعر والحداثة.

هناك حركة جدليّة بين الوعي الذاتيّ عند عثمان والوعي الحسيّ، أي المادّة، بين الذات والآخر. وفي دموع المجدليّة تتحقّق وحدة الذات والآخر…

رحلة القصيدة تتمحور بطريقتين، واحدة في الزمان وأخرى في المكان، كي تصل إلى الكونيّ Universel. فحين نتعامل مع الكونيّ ومن جدل المفاعيل نحو المطلق وتجلّي الروح.

تبدأ من العراء الداخليّ وبقوّة الآنيما رأيتَ المجدليّة عاشقة والمسيح يكبت عشقه.

كلّ شيءٍ ينمو حين تتراكم الأضداد أو التناقضات. فهل أنتَ مرآة المجدليّة أم مرآة المسيح؟

والدكتور عثمان طالب حريّة. حريّة المعتقد التي تتميّز برؤيا تنبثق من التحوّلات المشهديّة Representations.

اسمعوه في

– زهور الدار عاشقة

– تعانق في الربى الريحا.

أو

– سمراء كالزيتون مجدليّة

تشعّ في الحلكِ

أو تحيا إليه تموت كلّ دقيقة

وكأنّ نفسَ العاشقين نفوسُ

المجدليّة تحت رجلك زهرة

بريّة… ليس المسيحُ يدوسُ

هذا شاعرٌ منفتحٌ على تحوّلات ومفارقات دون تراجيديا، لذا يأتينا بصور سعيدة… حيث المجدليّة والمسيح واحد. كما النار والوردة واحد.

صورة تنعكس في اتّجاهين

دموع المجدليّة

يسوع! سحرُ شمس الأصيل. هذا الاسمُ وحده يتشكّل في المخيّلة صنوَ الخارق. هو من وازى الألوهة.

جبّار وجذّاب

مقدام وكريم.

كلّ القوى ، كلّ الأمجاد وكلّ الفنون في شخصه. عظمته تتخطّى الكبر والانتصارات تعاظمٌ حتى الموت، حتى الشهادة. طُعنَ بحربة وكان يجسّد الحبَّ الإلهيّ. كان يرى في الجراح الآتية من الحربة أقلّ قساوة من جراح الخيانة…

هذا القائل: باركوا أعداءكم.

وأكثر: من ضربك على خدّك الأيمن درْ له الأيسر.

وحين رأى المجدليّة مرجومة بالحجارة قال: من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر.

دارت هذه القصّة أو المشهديّة في مخيّلة المخرجين والكتّاب، إلى أن استهوت د. محمود عثمان.

يتراءى لي أنّه مقتنعٌ بحبٍّ جمع المسيح والمجدليّة.. أو ربّما تخيّل هذا الحبّ. وفي الحالتين يفتح أبواب الحلم. جان بيار ريشار كما باشلار يُرفقان الحلم بالنقد، أو عالم التخيّل.

والشاعر في دموع المجدليّة يتمتّع بالدفق والسلاسة والقافية المنيعة. وهو في الشعر بيزنطيّ أي في تصاعد مستمرّ يحاول أن يحوّل غبطته إلى معرفة…

وال Praxis في دموع المجدليّة تغدو فعلَ حريّة. فهو يجترح مجدليّة من لحمٍ ودم. الد. عثمان آتٍ من فلسفة التأويل ومن المعتزلة، إلى حريّة المعتقد ورمزيّة المثال.

د. محمود أنتَ معنا نحن معك. أنتَ أنت = نحن.

اترك تعليقاً