الكتابةُ بأرِيجِ الياسَمِين      شعر: نهى شحادة عودة

الكتابةُ بأرِيجِ الياسَمِين شعر: نهى شحادة عودة

الكتابةُ بأرِيجِ الياسَمِين
نهى شحادة عودة

أَكتبُكُ وكأنَّنِي للمرَّة الأولى
أعْلمُ مِن أين يُؤْتَى بِجَمالِ الحَرْف
حُزْنه
قُرْبه
فَقْده
واشْتِيَاقه
لم أكنْ فراشةَ خَشِيَتْ ضوْءًا مُفاجِئًا
ذهبتُ إليكَ رغم السِّيَاجِ الحُدودِي
رغم الغَيْبِ
فهذي بِلادُنا عَلَّمَتْنا الصَّبْرَ
الأمَلَ
والكثيرَ مِن الحُبِّ والانْتِظار

لمْ أكُنْ وَرْدةً تمتلِكُ لَوْنًا واحِدًا
لطالَمَا أفْزَعَتْنِي فِكرةُ ذُبُولِها
كنتُ أفَضِّلُها مُصْطَنَعةً
حتى أتَيْتَ
رَوَيْتَ
فأحْيَيْتَنِي

لم أكنْ مُتَّهَمًا يبحثُ عن بَراءَتِه
في خِضَمِّ مَعارِك كثيرة
كنتُ الضَّحِيَّةَ والجَلاَّدَ في آنٍ
فما أكْثَرَنِي بالوُدُّ
ولا أعْرِفُنِي إنْ ظَهرتْ أنْيابِي

لم أكنْ طفلةً تَعْدو
بين الشَّوارعِ عَبَثًا
بلْ كنتُ أنْقُشُ ذِكْرى مُرُورِي
حتى غَدَوْتُ ياسمِيَنةَ بِلادي
فبدأتْ الشَّوارِعُ تَذْكُرُنِي
إنْ نَسِيتُها يومًا

لم أكنْ امرأةً تَرْضى بأنْصافِ الحُلُولِ
حتى بُشِّرْتُ بِكَ
فكُنْتَ اكْتِمالِي
مُنْشِدَ انْتِصاراتِي
وغُرَفِي المُغْلَقَةِ عَلَيَّ

لمْ أكُنْ تَقلِيدِيَّةَ الرُّوحِ
العادةِ
أو البَوْحِ
كان نُورُ اللهِ يُرافِقُنِي
نَبَذْتُ القَبِيلَةَ كمَا نَبَذَتْنِي
وهَا أنا ما بين حياةٍ وموْتٍ
رَسَمْتُ بِحِرَفِيَّةٍ حُرُوفَ اسْمِي

اترك تعليقاً