الإصلاح يبدأ من توفير الأمن

نرددت مفردة (إصلاح) في الآونة الآخيرة على لسان معظم المسؤولين، ولو جمعنا التصريحات لفهمنا أنهم يريدون إصلاح كل شيء: النظام الطائفي/ السيادة/ الفساد والرشوة/ نظام المرور/ المحسوبيات/ عدم الاستقرار وغياب الأمن/ اابلطجة/ النظام التعليمي/ وتوفير الكهرباء والماء/ ومراقبة الأسواق/ واستصدار الرخص في كل المجالات. .. كلها دفعة واحدة..

وإذا أمعنّا التفكير في أولويات الإصلاح سنجد أن تحقيق الأمن يكتسب أولوية، وهذا يعني، نشر رجال الأمن في كل الأماكن، وتخصيص أرقام هواتف للطوارئ، ورجال أمن يعملون على مدار الساعة، ويتابعون الشكاوى ويستجيبون بسرعة، ويتعاملون معها بحزم.

لماذا الأمن، لأنه يعني هيبة الدولة، في المناطق السكنية والشوارع والأماكن الخلفية، والضرب بيد من حديد: لأن غياب رجال الأمن يؤدي إلى الفلتان، ما يشجع ضعاف النفوس على السلوكيات غير الصائبة، ليلاً ونهاراً، فتبدو الدولة فاشلة..

وعندما يتم الإصلاح في هذا الجانب، الجانب الآمني، من دون محسوبيات وواسطات، سيبدأ الناس بالتفكير مائة مرة قبل أن يرتكبوا أي مخالفة، لأن أي سلوك غير حضاري سيتم تسجيل  مخالفة ضده وتغريم صاحبها، إذا كان في إطار استخدام الشوارع أو المرافق العامة أو المناطق السكنية وغيرها..

عندها، لن نقابل المجانين في الشوارع يقودون السيارات والدراجات، ولن نقابل من يمشي عكس السير/ ولن نسمع موسيقى الديسكو في الساعة الثالثة صباحا تنطلق من سيارات الزعران، ولن نقابل مجموعات الشباب والمراهقين يجلسون بين البيوت ويتعاطون الحشيش ويضحكون كأنهم يعيشون وحدهم على هذا الكوكب…

من هنا يبدأ الإصلاح، من توفير العدالة والأمن والأمان، بعدها ستهوم المسائل الأخرى..

أنور

زاروط

اترك تعليقاً