منذُ أن خرجت
من خرزِ عقدِ إيزيس
وألقتك الريحُ
على ضفّةٍ كان ينتظرها قلبي
عرفتُ أن الآلهة
تُعيد ترتيبَ القدر
حين تشتهي أن يُولد العشقُ
بهيئةٍ لا يفسّرها بشر
كنت تمشي …
فترتفعُ من تحتِ قدميك
أغنياتُ سومريةٌ ضائعة
وتنهضُ حولك
طيورٌ من نحاسٍ
كانت محبوسةً
في ذاكرةِ المعابد
وحين اقتربتُ
رأيتُ في عينيك
الطريقَ إلى فردوسٍ
خبّأته إنانا
في قلبِ حكايتها الأولى
رأيتُ النارَ التي تبقى
بعد أن يرحلَ الحطب
والندى الذي يخجل
من لمسِ الوردِ
في العتمة
تُطلّ عليّ
كأنّك رسالةٌ
كتبها هرمس
في ساعةِ تجلٍّ
ثم نسيها
على بابِ الصباح
فأقرأها …
ولا أفهم كلَّ رموزها
لكنّي أرتجفُ
من معانيها غير المكتوبة
يا رجلا
عبَرَ أسلافي
وهو يتنفس
وشرب من نهرِ أورفيوس
حين فقدَ صوتهُ
ولم يفقد حبَّهُ
يا ظلاً من ذهبٍ
لو لامسَ جبيني
لاحتَرقتُ
واستعاد الكونُ
طفولتَهُ الأولى
وحين لمستَ اسمي
بخيطٍ من نور
سمعتُ زيوس
يُغلق باب السماء
كي لا يفلتَ منا الفجرُ
وسمعتُ قلبي
يكتبُ على صدرِ الليل :
“هذا العشقُ
ليس بشراً …
إنه يولدُ
من دمِ الأساطير”
15/11/2025
ميريام
اللوحة للفنان الرائع Ali Zeineddine Art


