جرائم يرتكبها الإعلام العربي

جرائم يرتكبها الإعلام العربي

جرائم يرتكبها الإعلام العربي!!    الجولاني

لا نحتاج إلى كثير من التمحيص لنعرف أن الإعلامي في قناة الجزيرة أحمد منصور، صاحب برنامج (بلا حدود) يتعاطف مع جبهة النصرة، ولا يتطلب الأمر فطنةً إعلامية حتى ندرك أن القناة بأكملها متعاطفة مع الجبهة، والحوار المطول الذي أجراه أحمد منصور (الذي ظهر حافيا في الحوار) بعد أن جاب مساحات شاسعة تسيطر عليها جبهة النصرة والمسلحون المتحالفون معها، هو بمثابة ترويج للخط الجديد الذي ستنتهجه الجبهة، والدور الجديد الذي ستلعبه في إطار التحالفات الجاري تنفيذ اتفاقياتها السرية والعلنية، فما جاء في الحوار لم يكن خبطة إعلامية أو سبقاً صحفياً وإنما دعاية مباشرة للجبهة وسياساتها التي ستنتهجها، تمهيداً للعب دور قادم في المستقبل المرسوم لسوريا.

الإعلام، وفي مقدمته قناة الجزيرة، لم يعد محايداً أو موضوعياً، والأدوار الكثيرة التي لعبتها (الجزيرة) وقنوات أخرى تضع الإعلام العربي في إطار الاصطفافات الحزبية والعقائدية، وبالتالي الترويج للأفكار، وهذا ما سيؤجج الصراع في الدول العربية التي تشهد أهوالا تشبه أهوال يوم القيامة، وبالتالي ستزيد من الانقسامات الخطرة جدا، وخاصة الحرب المطلوب تأجيجها بشكل أشرس مما يحدث الآن بين أتباع المذهبين السني والشيعي، وسينتقل الصراع من حروب بالوكالة إلى حروب مباشرة، تساعد على التقسيم، وعلى التخلص من عشرات الآلاف من البشر، وتشريد ملايين من المدنيين، حتى تصبح المنطقة العربية منطقة لاجئين ومشردين، ومع مرور الوقت، ستصبح منطقة عصابات ومافياوات وتجار آثار وبشر ومخدرات وغيرها.       أحمد منصور والجولاني

الإعلام العربي يرتكب حماقات كبيرة سيتم تصنيفها بعد قليل ضمن الجرائم، ومن يغذي هذا الإعلام ستطاله النار عاجلاً أم آجلا، فالمجتمعات العربية كلها تعيش فوق صفيح ساخن، وعلى فوهة بركان، وانفجاره سيستدعي حضور القوى الكبرى التي لها مصالح في المنطقة، لتقسيم النفوذ، وهذا لن يكون بالأمر الهين.

على الإعلام العربي التوقف عن هذا الاصطفاف، وأولها قناة الجزيرة، بصفتها الأكثر مشاهدة على المستوى العربي، وكذلك قنوات مثل العربية وغيرها، ومحاولة القيام بدور توفيقي بين أطراف النزاع، مع تشجيع مبادئ التعددية واحترام الأقليات والحريات.

الزمن لن يعود إلى الوراء مطلقا، ودولة الخلافة لا يمكن لها النجاح والاستمرار بهذه العقلية، وستكون معزولة عن العالم، الذي تحول إلى قرية صغيرة كما يقال. ناهيك عن مصالح الدول الكبرى في المنطقة، إلا إذا التقت مصالح هذه الدول مع (الخلافة).

أمر معيب جداً أن يهبط الإعلام إلى هذا الدرك الأسفل من التحريض المذهبي والعقائدي والتفرقة العنصرية بين سكان الوطن العربي، والأكثر عيبا أن يتحدث الإعلام بلغة عفا عليها الزمن.

(أنور الخطيب)

 

 

اترك تعليقاً