أنور الخطيب: بدأت القراءة للإجابة عن أسئلة وطنية ووجودية >>>>>>>>>>>>>>>>

في ختام مهرجان اتحاد الكتاب

أنور الخطيب: بدأت القراءة للإجابة عن أسئلة وطنية ووجودية

تاريخ النشر: 27/07/2016

 

أبوظبي: نجاة الفارس
تواصلت فعاليات مهرجان القراءة أمس الأول لليوم الثاني على التوالي في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي بمقره في المسرح الوطني، حيث نظم الاتحاد لقاء مع الروائي والشاعر أنور الخطيب بعنوان «رحلتي مع القراءة» بحضور الشاعر حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وأدار اللقاء الشاعر سالم بو جمهور، بحضور حشد من الكتاب والمثقفين والمهتمين.
وقال الخطيب إن القراءة جهد ذاتي تختلف أهدافها من قارئ إلى آخر، فهي تكون إما للإجابة عن أسئلة وهواجس أو للمعرفة وربما للمتعة كما أنها تأتي أيضا حباّ في المغامرة.

أضاف، قراءاتي بدأت في وقت مبكّر للإجابة عن سؤال نبت فجأة في رأس طفل لاجئ في أرض الغير، يعيش في مخيم بائس، يقيم فيه أناس غارقون في أحزانهم وخيباتهم، قلقون بشأن مصيرهم، وبموازاة ذلك، منشغلون بتحصيل لقمة العيش وتوفير التعليم لأبنائهم، مؤكداً أن موضوع القراءة بالنسبة له شخصياً معقد ومتداخل، وأنه يحاول الابتعاد قدر استطاعته عن الوقوع في فخ السيرة الذاتية، التي قد تظهر في كتاب يوماً ما، ومشيراً إلى أن الكتاب لم يكن متوفراً دائما، وإن توفّر فإن متابعة الأهل كانت تصر على القراءات المدرسية.
وتحدث الخطيب عن زمن يعود إلى الطفولة من خلال قصة حقيقية واقعية حدثت له قبل خمسين عاماً أطلق عليها (يوم العيد)، وقال: استيقظت في صبيحة يوم عيد، وبي شوق لارتداء ملابس جديدة، ومصافحة ذاك العيد الذي كنا نظنه كائنا سيحل ضيفاً في كل البيوت، يوزّع علينا الحلوى ويزرع شجيرات الفرح، وحين تجولت في أنحاء البيت الصغير، لم أعثر على ذاك الكائن الغامض، وجدت أبي جالساً على كرسيٍ صغيرٍ مصنوعٍ من القش، غارقاً في الحزن، ووجدت أمي عاجزةً عن تجفيف دموعها، شعرت بأن كارثةً وقعت واقتربت من أبي، لم أسأله عن حزنه وإنما عن دموع أمي فقال: تفتقد أهلها في فلسطين، ركضت خارج البيت بأقصى سرعة، توجهت إلى كرم زيتون محاذٍ للمخيم، جلست على صخرة عالية، ونبتت على الفور في رأسي أسئلةٌ خلتها شوكاً شق جمجمتي، تمددت الأسئلة كجثثٍ حية .. من أنا؟ لماذا أنا، ولماذا نحن؟ وكيف حصل لنا هذا؟ إلى أسئلة كانت أحيانا تصطدم بالسماء وتعود أكثر تشعباً وحيرة.
وذكر مصادر أولية رفدت قراءته ومنها مكتبة أخيه، الذي كان مولعاً بالقراءة والكتابة، وكان يدرس القانون انتساباً في بيروت، قائلاً: وقفت أمام رف كتبه كأنني أقف أمام عالم مبهم، لم يطل انتظاري، بدأت بالكتاب الأول، كان في القانون، ما زلت أذكر عنوانه حتى الآن: قانون أعالي البحار، لم أفهم شيئا، ثم وجدت مجموعة من الكتب الأدبية التي راقت لي، كانت لجبران خليل جبران ونجيب محفوظ وإيليا أبو ماضي، وعثرت على كتاب غريب (هكذا تكلم زرادشت ل فريدريك نيتشه)، أخي أيضا كان يبحث عن إجابات عن أسئلة صعبة.
ومن المراحل المهمة في تجربة الخطيب مرحلة دراسته الجامعية في الجزائر حيث قال : حصلت على منحة من جامعة قسنطينة في الجزائر، وتخصصت في اللغة الإنجليزية وآدابها، ثم عشقت المدرسة الرومانسية وأعجبت بشعرائها: ووردز وورث، وكولوردج وبيرسي شيلي، ثم لورد بايرون وجون كيتز وغيرهم، وأعجبت بقصيدة للشاعر وليام بليك فترجمتها إلى العربية، مضيفا أنه في تلك المرحلة بدأ بقراءة غسان كنفاني الذي صرخ في روايته رجال في الشمس: لماذا لم تدقوا جدار الخزان، كما قرأ لإميل حبيبي، وغالب هلسا، وجبرا إبراهيم جبرا، رواد الرواية الفلسطينية.
خلال وجودي في الكويت، تعرفت إلى الكاتبة ليلى العثمان، وكانت نجمة المرحلة، ثم إسماعيل فهد إسماعيل، وحين حضرت إلى الإمارات في عام 1984، وتفرغت للصحافة، قرأت لكتاب كثيرين منهم الشاعر حبيب الصايغ وكريم معتوق وإبراهيم محمد وسالم بوجمهور وأحمد راشد ثاني ومحمد السويدي ومحمد المزروعي، وعارف الخاجة، وميسون القاسمي، والتقيت الشاعر سلطان العويس وشعراء كثيرين، وعلى صعيد القصة والرواية، قرأت لعلي أبو الريش ومحمد الحربي وعبد الحميد أحمد، وناصر جبران وإبراهيم مبارك، ومن الأديبات قرأت لسلمى مطر سيف ومريم جمعة وآمنة بوشهاب، ولشدة إعجابي بكتاباتهن كتبت دراسة وقدمتها في ملتقى القصة الخليجية الذي نظمه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة، وقرأت لكتاب وشعراء كثيرين.
وختم الخطيب قائلاً: بدأت أقرأ ليس لأصبح كاتباً، وإنما للعثور على إجابة عن سؤال: من نحن ولماذا نحن؟ تشعب السؤال إلى قراءات تجاوزت الوطنية إلى الوجودية، وما زلت أبحث، وكلما قرأت كتابا أحسست في داخلي رغبةً للمزيد، وهكذا هي المعرفة، ورطة مدى الحياة، ولكنها ورطة فيها لذة ومتعة من نوع خاص.
وشهد المهرجان فعاليات خاصة بالأطفال، اشتملت على فقرة الحكواتي بعنوان «سلمى تحكي» قدمتها سالمة الرزيقي، ثم ورشة «القراءة وصناعة الدمى» أدارتها الكاتبة آمال الأحمد، ثم فعالية «المؤلفين الصغار» التي شارك فيها الطفلان عبد الله الأحبابي ونوف الجابري حيث قرآ عدداً من كتاباتهما القصصية الموجهة للأطفال، كما قدم بيت عربي فعالية «حكايا الشمس»، ثم قدمت المعلمة هالة محمد أديب فقرة «شعر وقراءة».

– See more at: http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/3f051154-79d0-415c-8f2b-63afdfec701d#sthash.bhBDAjd1.dpuf

اترك تعليقاً