الفلسطينيّ الذي واجه لوحدة دولةً كامِلةً

الفلسطينيّ الذي واجه لوحدة دولةً كامِلةً… التلفزيون الإسرائيليّ الرسميّ يبثّ فيلمًا عن “الأسير الشبح” إبراهيم حامد: يملك شخصيةً كاريزماتيةً وذكاءً وحسًّا أمنيًا قويًا… الاحتلال يرفض شمله في صفقة التبادل القادِمة لأنّه يرى فيه تهديدًا مُستقبليًا… يقضي عقوبةً بالسجن المؤبّد 54 مرّةً

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

بثّ التلفزيون الرسمي للاحتلال الإسرائيليّ (كان) فيلما وثائقيًا- استقصائيًا، حول الأسير إبراهيم حامد، (56 عامًا) من إعداد اثنيْن من كبار الخبراء الإسرائيليين في الشؤون العسكريّة والفلسطينيّة، المُستشرق آفي يسخاروف وعاموس هرئيل، مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة.

وأقرّ في الفيلم قيادات في جهاز المخابرات الإسرائيلية “الشاباك”، أنّ “الأسير الشبح” إبراهيم حامد يملك شخصية كاريزماتية، وذكاء وحسا أمنيا قويا، وأن هذه الصفات ساعدته في التخطيط على المستوى الاستراتيجي من قيادة كتائب القسام خلال الانتفاضة الثانية، وإفشال الجهود الضخمة لاغتياله أو اعتقاله على مدار سنوات.

وكشف الفيلم النقاب عن أنّ حركة حماس في عهد حامد كان لديها على الأقل 100 “خلية نائمة”، تنتظر التعليمات من أجل الانطلاق ومزاولة عملها، مُشدّدًا على الجهود الكبيرة التي بذلها الاحتلال في محاولاته لتشخيص أسرار نجاح حامد في الإفلات من قبضة “الشاباك”.

 وأفاد بأنّ حامد كان يلتقي بشخص أو شخصين فقط، ولم تكن اللقاءات تحدث في مكان سكنه، ولا في مكان يُمكن أن يقود لاعتقاله إذا كان الشخص الذي سيلتقيه مراقبًا من الاحتلال أوْ أجهزة السلطة، لم يستخدم الاتصالات الهاتفية، والذين التقوه لم يكونوا يعرفون أنهم سيلتقون معه.

 وأكّد قسم “السايبر” في “الشاباك”، أنّ حامد كان يتصرف بناء على نمط عمل يخص رجال حماس من الجيل القديم، “هذا الجيل الذي درس في الخارج”، لافِتًا في الوقت ذاته إلى أنّهم “لقد كانوا رجالاً أذكياء”، ودفع الفشل المتلاحق في الوصول إلى حامد “الشاباك” إلى استدعاء عدد من الأخصائيين.

 وأعلن ديوان رئيس حكومة الاحتلال أسر حامد، في 23 أيار (مايو) 2006، في عملية مشتركة بين جيش الاحتلال والشرطة وجهاز “الشاباك”.

 ويكشف الفيلم أن قادة جيش الاحتلال و”الشاباك” كانوا يلقبون حامد “بطائر الفينيق”، وهو الطائر الذي تقول الأسطورة إنّه ينهض من الرمال بعد موته، وذلك لأنّه كان ينهض دائمًا بعد اعتقال مساعديه والخلايا التي تعمل تحت إمرته. ويتوصل الفيلم إلى أنّ اعتقال حامد كان نهاية الانتفاضة الثانية، وتصفية الجناح العسكري لحماس في الضفّة الغربيّة المُحتلّة.

  وقال:”أمهات المستوطنين لم يعدن يخفن من إرسال أبنائهن لركوب الحافلات، وعادت المطاعم والمقاهي للعمل في إسرائيل بعد اعتقال حامد”.

 وفي نهاية الفيلم، يتحدث أحد معدي التحقيق، عاموس هرئيل، فيكشف أنّ حركة حماس تُطالب في المفاوضات الجارية لإبرام صفقة تبادل أسرى بأنْ يكون حامد أحد الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم، لكن “الشاباك” يواصل الرفض، حتى اللحظة.

ومن الجدير بالذكر أنّ الاحتلال سبق أنْ رفض في صفقة “وفاء الأحرار”، أن تشمل حامد لأنّه يرى فيه “تهديدًا مستقبليًا”، كما أكّد في الفيلم يورام كوهين، الرئيس السابِق للشاباك الإسرائيليّ.

وأكّد الفيلم أنّ محكمة الاحتلال اعتبرته “من أعظم الأحكام في العالم بالسجن المؤبد 54 مرة، لمسؤوليته عن عدة عمليات قتالية وتفجيرية أدت لمقتل إسرائيليين في سلسلة عمليات نفذت طيلة مطاردته نحو 10 أعوام حتى اعتقاله في 2006، مُوضِحًا أنّ الاحتلال الإسرائيليّ يُصنِّفه أنّه من أخطر الأسرى لديه”.

الفلسطينيّ الذي واجه لوحدة دولةً كامِلةً… التلفزيون الإسرائيليّ الرسميّ يبثّ فيلمًا عن “الأسير الشبح” إبراهيم حامد: يملك شخصيةً كاريزماتيةً وذكاءً وحسًّا أمنيًا قويًا… الاحتلال يرفض شمله في صفقة التبادل القادِمة لأنّه يرى فيه تهديدًا مُستقبليًا… يقضي عقوبةً بالسجن المؤبّد 54 مرّةً

اترك تعليقاً